كتب-محمدنصار
تقف هناك مع رواياتها و بباقة الورد التي أهداها لهم أحد القراء الذين وقعت لهم على الرواية، قد تكون امرأة مقموعة اتخذت من روايات الكاتبة ملاذاً لها أو رجل يعشق القراءة فوجد في أسلوبها رسالة موجهة له، هذه الابتسامة التي تشع لتملأ أرجاء معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي ضم زائرين من كافة البلدان و الأطياف فتجد هنا الأثيوبيين و السودان و العرب و العجم الاوروبيين و الافارقة و زائرين يتحدثون بلغات شتى بين ممرات المعرض الذي لم تخلو ساحاته الخارجية من الفقرات الترفيهية و المطاعم المتنوعة و الكافيهات المتعددة، و في الداخل تجلس شخصية نموذجية بامتياز تحديدا في دار نفرتيتي للنشر و التوزيع شخصية محافظة جميلة. صارمة لينة. قريبة مهيبة في آن واحد. بطريقة تجمع كافة الصفات التي لا تجتمع في شخصية امرأة واحدة، انها شمس الرواية الفلسطينية الروائية الأديبة إيمان الناطور التي تحقق مبيعات إصداراتها ترند مرتفع منذ أول أيام المعرض الدولي للكتاب في القاهرة، فقد لاقت أعمالها الروائية اقبالا كبيرا و خاصة مجموعتها القصصية الأخيرة (قيامة امرأة) التي وقعتها قبل ايام في القصر الثقافي بالجيزة ضمن حفل توقيع تراوح بين النقاش و النقد الذي ردت عليه الكاتبة بابتسامة ديبلوماسية و هدوء منقطع النظير كالعادة، كما هو الحال مع روايتها الشهيرة (هي و كورونا) التي لاقت اقبالا كبيرا بدورها ، و بين جدران المعرض يقف د. محمد الرفاعي الذي تحدث قائلا: ( المعرض يعد ساعاته الاخيرة و ارى اقبالا كبيرا هنا على الرغم من برودة الطقس و انتقال ارض المعارض الى منطقة التجمع الخامس، و هذا يدل على عودة الصحوة للحركة الثقافية على كافة المستويات)
و بينما وقفت الأديبة الفلسطينية هناك توقع له على إحد اعمالها تحدث قائلا: (الانتكاسة الصحية التي كانت تعاني منها الكاتبة في اليوم الأول للمعرض تدل على مدى قوتها، انها طاقة هائلة لا تقبل الشك حيث تحاملت على ألمها و استطاعت الوقوف على قدميها لأجل استقبال قرائها في المعرض على الرغم من حالتها .)
و منذ أدلى بتصريحه عن حالتها ردت الأديبة بشكل فوري أنها تشكر د. محمد الرفاعي على اهتمامه. و قالت (لقد تم نشر مثل هذه الاخبار سابقا عن حالتي الصحية و تواصلنا مع الجهات المعنية اذ لا يمكننا نشر اي خبر قبل التأكد منه. فانا لا اشكو من أي عارض صحي عدا نوبة برد بسيطة بسبب برودة الطقس و إن د. محمد وصف حالتي بشكل مبالغ فيه .)
و في برنامج (ام الدنيا) الاذاعي كان د. محمد قد تحدث عنها سابقا فقال :
(انه صمود غير طبيعي الذي تملكه امرأة تتحدى كل الظروف حتى المرض لتقول للعالم انت لم تكسرني و لن تكسرني و هاأنا لازلت واقفة على قدمي بكل قوة. انها تستنزف نفسها و لا تهتم للأمر أبدا. ظننتها وعكة صحية عادية لكنها كادت تسقط بين رواياتها على ارض المعرض. طلبت منها الذهاب للارتياح لكنها أصرت على البقاء بصلابة منقطعة النظير).
هذا ما قاله سابقا د. محمد قبل أن تخرج الكاتبة بتصريحها الأخير عندما شكرت د. محمد على اهتمامه و قالت أن هناك سوء فهم من جانبه إذ أنها بصحة جيدة و لا تعاني من أي شيء. هذا عن تصريحها الأخير أما عن العلاقة التي تجمعها بالفنانة القديرة (فردوس عبد الحميد) و زوجها المخرج القدير (أ. محمد فاضل) الذي اشتهر بأعماله الدرامية العظيمة و التي لاقت نجاحا كبيرا في تاريخ الدراما المصرية أمثال (القاهرة والناس) 1972 والذي لاقي نجاحاً كبيراً عند عرضه. و قد كون ثنائياً فنياً مع المؤلف أسامة أنور عكاشة فقدما معاً عدة مسلسلات منها: (أبنائي الأعزاء شكراً) 1979، (وقال البحر) 1982، (أبو العلا البشري) بجزئيه 1985- 1996، (عصفور النار) 1987، (الراية البيضا) 1988، (أنا وأنت وبابا في المشمش) 1989، (النوة) 1991. لم يقتصر عمل محمد فاضل على التليفزيون فحسب بل إمتد إلى السينما أيضاً فقدم عدة أفلام منها: (شقة في وسط البلد) 1975، (حب في الزنزانة) 1983، (ناصر 56) 1996، (كوكب الشرق) 1999.
قالت: ان ما يجمعني بالاستاذ محمد فاضل و الأستاذة فردوس هو علاقة طيبة فهي تقدر جهودهما العظيمة لدعم الثقافة و قد يكون هناك عمل قادم مع المخرج الكبير محمد فاضل لا يستوجب الحديث عنه في الوقت الحالي.
قد حظيت أعمال الأديبة إيمان الناطور مؤخراً بعدة قراءات من كبار الأساتذة و الكتاب و الناقدين منهم أ. د. وائل علي أستاذ النقد و البلاغة بجامعة عين شمس الذي قال في مجموعة قيامة امرأة :(قيامة امرأة
أستطيع أن أسمي هذه المجموعة القصصية( قيامة إيمان الناطور ) لأن كاتبتها تقوم بثورة نسائية ضد الممارسات الخاطئة للرجل، وضد العادات والتقاليد التي تجعل الرجل قاهرا وسيدا آمرا وناهيا وتجعل المرأة مملوكة وجارية وخادمة. و قال: الكاتبة المبدعة المتألقة أستاذة إيمان الناطور ، الملقبة بشمس الرواية الفلسطينية، وهي كاتبة روائية في المقام الأول ولها خمس روايات وأعمال إبداعية أخرى تحت الطبع ، تتكون المجموعة القصصية( قيامة امرأة ) من خمس عشرة قصة قصيرة، تتفاوت قصصها طولا وقصرا ، وقد وجهت جل عنايتها بمشكلات المرأة، وبالمشكلة الكبرى وهي الوطن الفلسطينى المحتل كما في قصة( ورود متوحشة ).
و لكنه ينتقدها قائلا : (يظهر الرجل غالبا في هذه المجموعة متهما، فهو رجل انفصل عن زوجته ، أو أب يقهر ابنته على أن تقطع صلتها بأمها المطلقة من أبيها كما في قصة ( قناع الوفاء ) أو حاكما ظالما كما في قصة ( امرأة من الزمن الجميل )
كما قال:(من الظواهر الفنية الممتازة في قصص إيمان الناطور استدعاء التراث كما في قصة ( على جناح ملاك ) التي استلهمت فيها قصة المعراج أو رسالة الغفران لأبي العلاء المعري، و لكن تتميز لغة الكاتبة بالسهولة والعذوبة فيجد القارئ نفسه مجذوبا إلى سردها حريصا على إتمام القراءة للنص دون ملل
وقد تميزت بحسن اختيار المفردات، وجمال الصور ، والعناية بالتعبير ومن النصوص التي أثارت إعجابي بشكل حقيقي في مجموعتها : " في موطني تعتقل موسيقى الأمل، وألوان قوس قزح، وتحاصر ضحكات الأطفال، ولحظات الفرح ، وزقزقات العصافير، ويغتال حمام السلام في سماء الحرب، وتشق الورود الأرض المروية بدماء الراحلين لتنبت، تحديا وصمودا في صراع أخير لأجل البقاء ") هذا نص من قصة ورود متوحشة.
ووصفها الدكتور أمين محجوب قائلا: (عقلية ايمان الناطور تثير الإعجاب فهي تكتب بذكاء، و هي ليست عشوائية في كتابتها أبدا و تعرف الى أين تريد ان تصل في ذهنك) كما عاد وصفها قائلا: (تملك سحر يشع من الروح و يظهر في أناقة التعامل أكثر من جمال الشكل)، كما وصف ابتسامتها ب(أنها توحي بالطيبة و شفافية القلب أكثر مما توحي بسحر الأنوثة كما يقال.)
و قال عنهاالأديب الكبير حمدي عبد الهادي :(أن الروائية إيمان الناطور أثبتت حضورها بشكل واضح على الساحة الثقافية المصرية و العربية و يثبت هذا كل ذلك الاقبال على روايتها داخل المعرض، و ارى من داخل قصصها و رواياتها و أنها تعكس كثيرا شخصية الأديبة مي زيادة بتشابه شديد مع اختلاف قضية الصراع ، فأسلوبها و عمق مفرداتها منتقاة بعناية و عمق بأسلوب غير مسبوق و هذا يدل على ثقافة كبيرة تمتلكها الكاتبة منحتها القدرة على صياغة جملها و مفرداتها لتصل إلى المعنى العميق للصورة في كلمتين اثنتين فقط لكل جملة، و هي مختلفة جدا بين كاتبات القصة في عصرنا بهذا التميز الواضح مما يعود ليذكر مرة أخرى بشخصية مي زيادة التي تميزت عن كل أديبات عصرها في الإبداع النسوي و بشخصيتها التي تجمع سحر المرأة الجميلة و المثقفة بطريقة ملفتة ).
و يذكر أن دكتور البلاغة الأديب وديع الصواف قال عن رواية هي و كورونا: (إن الروائية إيمان الناطور حققت قفزة أدبية غير مسبوقة بهذه الرواية عبر وصفها لملامح مدينة ووهان بطريقة تشعر القارئ كأنه يعيش هناك ، هناك عبقرية في الوصف قد تكون الأولى من نوعها و رغم أني لم ألتقي الأديبة الا لمرة واحدة في إحدى الأمسيات بدار الأوبرا إلا أني استطعت أن أقرأ الشخصية جيدا و يمكنني و صفها بأنها ذات عقلية خطيرة بالمعنى الايجابي، و لها نظرة ثاقبة في تحليل الموقف، و ايصال القارئ إلى عمق المعنى الذي تريده هي أن يصل إليه ، لم أقرأ رواياتها الأولى و لكن بقراءتي ل (هي و كورونا) أعترف بأنها بارعة باستخدام أدواتها الأدبية و مفرداتها و لغتها، قد نحتاج لمثل هذا القلم و هذه العقلية التي غابت بغياب نجيب محفوظ و طه حسين و عباس العقاد الذين أثبتوا عمق الحضور في زمنهم عبر كتاباتهم التي تؤثر في النفس البشرية، فمنذ أن أصبح الجميع يعتنق الأدب و أصبح الجميع رواة و شعراء اختلط الحابل بالنابل و أصبحنا لا نفرق بين الأديب الحقيقي و الكتاب الهواة و انا اعتقد أن ايمان الناطور هي أديبة تستحق التقدير لأنها استطاعت لفت الانتباه بعمق أسلوبها الأدبي المتميز ، انها صاحبة رسالة واضحة و صاحبة مبادئ واضحة تظهر في كتاباتها. تظهر شخصيتها بوضوح داخل روايتها حتى يشعر القارئ بصدق ما تكتبه و كأن إيمان الناطور تكتب نفسها في هذه الرواية، الكثيرون لا يعطونها حجمها لأنها تبدو صغيرة السن لكن عندما تقرأ انت تفاجأ بهذا المستوى. انها لا تكتب بنمطية. و لا بالطريقة التي اعتدناها من الكتاب الدارجين حاليا. اعترف بانها نموذج مختلف و متميز.)
كما قال عنها د. منيع حامد وهو دكتور و باحث في التمنية البشرية و له عدة مؤلفات فقال :
( اجتمعنا بالأديبة في المركز الثقافي في دار الأوبرا و أهدتني مجموعة قيامة امرأة و قد لفت انتباهي العنوان و أخذني التساؤل عما تقصده بقيامة امرأة ، و هل تقصد معنى القيامة بالسلب أم الإيجاب ، عموما لقد كانت ذكية في اختيار عنوان ملفت، و بعد أن قرأت المجموعة أثارني الفضول لألتقي بالكاتبة مرة أخرى فاتصلت بها في خضم مجموعة من التساؤلات التي تركتها في ذهني هذه المجموعة، تحدثنا مطولا بحضرة اثنتين من الشاعرات المصريات القديرات و هما د. سناء محمود، و أ. رضوى شلبي ، و هنا استطعت أن ألتقط الحلقة المفقودة في ذهني و التي أابتني بالاستغراب ، استشفيت أن ايمان الناطور هذه الشخصية لديها قدرة فائقة على جذب النجاح اينما و جدت، لدينا في التنمية البشرية ما يسمى بقانون الجذب الذي يفترض أن هناك في هذا العالم أشخاص يمتلكون موهبة تسمى جاذبية النجاح و الثروة و الأضواء، و خمنت بأن إيمان الناطور و الله اعلم هي احد هؤلاء الأشخاص لانها اينما وجدت تحرك طاقة جذب الأضواء و النجاح على الرغم من شخصيتها الملتزمة و المحافظة، و على الرغم من قوانينها و مبادئها التي لا تتجاوزها و لا تتخلى عنها ، فاينما حلت ايمان الناطور في ذاك الموضع يحدث نجاح، لاحظت انها تمتلك هذه الموهبة، التي لا يمتلكها الا قلة من مشاهير و اثرياء العالم و هي موهبة جذب النجاح و الاضواء ، و لا يملكها الا قلة ممن صعدوا الى النجاح على سلم قصصهم المؤلمة و فقرهم المدقع. فهي ملفتة للانتباه و سبحان الله يقع حبها في قلب كل من يراها و يتعرف عليها من رجال و نساء، طبعا اقصد هذا الحب الذي يجعلك تحترم الشخصية التي امامك و تثق بعقلها و حكمتها و تحب طيبتها و صدقها. هذا لأنها صادقة فعلا فالكاذب و الملون نشعر به بسرعة و ننفر منه، و ما فاجأني ان ايمان الناطور ليست امرأة عشوائية، انها ذكية بطريقة تحسب جيدا كل خطواتها و كل كلماتها التي تكتبها بحيث لا تترك خلفها منفذا واحدا قابلا للتأويل، و هي لا تكتب فقط لاجل الكتابة فهناك هدف واضح تريد ايصاله من خلال قصصها و رواياتها،
و أظن انها فعلا كما قيل تشبه مي زيادة في شخصيتها إلى حد ما الا ان ايمان الناطور ملتزمة و محافظة في كتاباتها و في شخصيتها ايضا، حيث هذا التدين و هذا الالتزام حتى على مستوى النظرة التي تلجمك بالهيبة و الوقار بحيث لا تجرؤ على كسر الحاجز. لان عندها سحر الحضور يعني تجمع الجمال و الذكاء و الثقافة و الشفافية هي تتحسس ما يقال حولها و ترى ما وراء الكلام، هي ثاقبة البصيرة و لديها عبقرية ماشاء الله حتى ان احد الزملاء وصفها ذات مرة فقال هي امرأة خطيرة. و استطعت ان افهم ما يقصده بهذه العبارة، انها ليست عشوائية و تعرف جيدا ماذا تفعل.)
و عن ايمان الناطور قالت الدكتورة سهير عبدالله استاذة النقد و البلاغة و هي شاعرة مصرية: ( انها صبورة و نفسها طويل و لا تيأس أبدا ، فانت عندما ترى حجم اعمالها الروائية الأولى تتساءل كيف جاءت بالوقت لتكتب كل هذه الصفحات و تنتج هذه الأعمال الضخمة . يكفيك و انت تقرأ ان تجد عندها اسلوب ذكي في وصف حالة ما يجعل دموعك تنزل هي قدرت ان تستخدم مفردات لغوية مؤثرة في موضعها من الجملة لتدخل الى عمق مشاعر القارئ و دا هو السبب اعتقد بأن كتاباتها منذ هي و كورونا تحديدا بدأت تلفت الانتباه ، ربما لم تحظ الروايات السابقة بهذا الاهتمام من القراء و لكن قد يكون السبب ان اسلوبها تغير و تطور بطريقة سريعة او ان الروايات الاربع الاولى لم يتم القاء الضوء عليها كما يجب، يبقى السبب مجهولا و لكن اتوقع للاديبة التي بدأ اسمها يأخذ صدى كبير في الوطن العربي بجوائز عربية و عالمية على اسلوبها و اعمالها.)
و تقول أ. آمال صبري الباحثة في الأدب النسوي الملتزم : (ربنا عالج البشرية بالقص .. فقال نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القران) و قد استخدم الله القصص لتعليم البشرية و تهذيبها و ايصالهم الى الحكمة اذن القصص اسلوب لمعالجة المشاكل . فهو ارقى و اعظم اسلوب، و ارى ان الكاتبة ايمان الناطور حافظت على خط سيرها في رواية هي و كورونا و في مجموعة قيامة امرأة فلم تحيد عن الهدف الذي تكتب لأجله، يعني ايه يوقف دكتور و اتنين بنتقدوها لمهاجمة عدائها للرجل دون ان يتعمقوا في قراءة الهدف المرسوم وراء الكلمات، برأيي الاديب مكرم من عند الله و هو اخد شهادته من رب العباد عندما اعتبر الله ان القصص هو اسلوب لمعالجة البشرية، فقد عالج الله البشرية بالقصص و قدم لنا الحبكة القصصية كأنها مشهد درامي عبر قصة سيدنا يوسف و قصة الخضر و موسى، اذن القصص اسلوب لمعالجة مشكلات المجتمع و الأمة. دي شهادة ممنوحة من الله للقاص و الأديب ، اما الدكتور اخد شهادته من بشر زيه . يعني ايه دكتور قدام اديبة و ينتقدها؟ يعني ايه ييجي كاتب سيناريو و ينتقدها ؟ لما يطلع عندك في مجتمعك نابغة زي ايمان الناطور لازم الي يقيمها يكون اعلى منها اسلوبا. مينفعش يقيمها حد زيها أو أقل منها أدبيا. اي حد ممكن يكون دكتور أو سيناريست بس مش اي حد يكون اديب . دا في ناس قيموها اعمالهم كلها ماتجيش نص رواية من رواياتها. و هم ادباء يقال انهم كبار و عاشوا حياتهم للكتابة. ماينفعش حد اقل منها بالمستوى انه يقيمها علشان اسمه دكتور او سيناريست معروف او لانها طيبة بطبيعتها و ما بتحبش تتصادم مع حد بالعكس هي ماهرة في تحويل عداوات البعض الى صداقات جيدة ، هي تكسب اصدقاء بشكل مستمر. دا اسلوبها و دي اخلاقها.... يكفينا عباس محمود العقاد معه ابتدائية فقط، و مصطفى صادق الرافعي لم يتعلم الكتابة الا بعمر السابعة عشرة و لم يحصل على شهادات علمية و انظر كيف أبهروا عصرهم بكتاباتهم و كيف أثروا في البشرية حتى زماننا هذا و لازالت كتبهم تطبع و تدرس في الجامعات ، ماذا تعني شهادة الدكتوراة امام اسلوب كأسلوبها الفذ في الكتابة ؟ انها تملك هدفا محددا ولا تكتب بعشوائية. هدفها معالجة مشكلات مجتمعية ظاهرة، التي تستفزها و هي تحمل الهم دا طول الوقت. طوال الوقت و ايمان معايا كانت تنظر حولها و تسالني:( كيف يمكننا تصليح هذه العادة و كيف يمكننا تصليح هذا التقليد الأعمى او ذاك حتى لا يمتد الى ابنائنا و الى الاجيال القادمة؟. طيب ما هو الاسلوب الاعمق للوصول الى نفوس هؤلاء الشباب؟ طيب ما هي الحدوتة التي ممكن نستخدمها و تثير اهتمامهم؟ طيب هم ما بيقرأوش كتير الغالبية بتحب تشاهد. ممكن نعمل الحدوتة دي دراما مثلا ؟ ازاي ممكن الكلام دا مايوصلش لاولادي و اولادك و اولاد الناس الي تعبوا على تربيتهم؟ ازاي ممكن نصدر شيء يصلح نتائج الافلام و المسلسلات السينمائية و الدرامية الهابطة التي ظهرت حديثا؟ ) دايما بتتساءل هي بتلاقيها خايفة جدا من انتقال العادات السيئة للجيل القادم بطريقة تجعلني اندهش، لا ، واضح جدا انها صاحبة رسالة ساميةو واضحة .)
و تضيف قائلة : (يمكن الازمات الي حصلت لايمان الناطور في حياتها خلتها ترتقي بخبرتها، و تتأمل ما يحدث في الدنيا بعمق، و تستخرج من اعماق ذاتها هدف انساني عظيم . هي بتزعل جدا على هموم الناس و كتير بسمع رأيها و بستغرب ان دا عقل سيدة صغيرة و كاتبة لم تظهر على الساحة الثقافية الا منذ ثلاث سنوات. قالت لي ذات مرة و كنا نجلس على شاطئ الاسكندرية و هي في حالة صمت طويل ثم قالت فجأة : (استاذة امال انا على ثقة تامة ان ما يحدث في هذا العالم كله هو لعبة يديرها ثلة قليلة من الاشخاص الذين يعيشون في العتمة و ان هذه اللعبة تمارس على البشرية بمهارة منقطعة النظير عن طريق بعض ما يقال انه تقدم و حداثة) اذا تأملت عمق كلماتها ستعرف انك مش امام امرأة صغيرة عادية انت امام عقل يعمل طوال الوقت كالدينامو و هنا تستطيع تحديد ما وراء كتاباتها من رسالة انسانية شاملة تريد ايصالها للعالم. لذا فقد استخدمت الاسلوب و المنهج العالمي دون تحديد نفسها بإطار وطني او عرقي او تاريخي او ديني حتى، هي اتخذت الانسانية الشاملة شعارا لها، فبتلاقيها تخاطب برسالتها كل انسان في العالم، و هذا يدل على اننا امام عقلية مختلفة لها هدف واضح و تستخدم مهارتها الادبية في الوصول اليه. و هذا يستحق الاهتمام)
و يقول الشاعر و الاديب د. معمر المدبولي:( قصة رسالة الى ابي مثلا و هي قصة ضمن مجموعة قيامة امرأة مافيش اديب صادفني قدر يعمل الحكاية دي. دي نسجت قصة كاملة بكل تفاصيلها من خلال كتابة رسالة وهي بتكتبها لوالدها)، وعن الذين ينتقدون تحيزها للمرأة يقول: ( مجموعة قيامة امرأة لم تتحدث فقط عن حقوق المرأة بل تحدثت عن الاطفال الجائعين و عن المجاعات التي تحدث في العالم دون ان يعطي العالم اهتماما لهم. و تحدثت عن الاحكام الظالمة في حق الامهات اللاتي لا يحتضن اطفالهن من وجهة نظر الاطفال المحرومين من امهاتهم. و هذه زاوية غريبة من نوعها. لم يحدث و ان طرح اديب الأمر من هذه الزاوية. و تحدثت عن ظلم الاحتلال، و عن وجع الأسرى و عن الظلم عامة و هموم المرأة كافة . و تحدثت عن أحلام الشباب و الهجرة للذين ابتلعهم البحر. و المرأة المخلصة لشقيق روحلتها حتى بعد أن ينفصلان و ربطت الحب هنا بالوطن و اثارت مفهوم الموت و الشهداء و المهجرين و علقتها جميعا بمفهوم الانسانية و ليس الوطن ، و كأنها تحشد رأي عام عالمي و ليس تحيزا لوطنها بل لانسانيتنا جميعا، لذا ارى ان قيامة امرأة هي عمل أدبي ذكي و مبهر و أتمنى من الجميع قراءته بعمق وهو عمل جاء ليعالج مشاكل مجتمعية لا ليخرب و يهدم، فهو لا يطير بفكر القارئ الى الخيال المحرم والذي لا فائدة له كحال الكثير من الكتابات الحديثة التي اصبح الهدف منها امتاع القارئ فقط عبر اغراقه في الخيال، هذا هو حال الكتابات الحديثةو لكن ايمان الناطور جاءتنا بشيء مختلف فهي لا تكتب الشعر و الاوهام ، انها تكتب القصص و تكتبها لهدف مدروس جيدا من جهتها. ان ما تكتبه يحتاج الى عقل فذ ليحلله جيدا و يضعه في مقامه الصحيح.و قد قرأت منذ عدة اشهر مقالا لصحفي صيني كان يقيم هنا في مصر لفترة و قد اهدته الكاتبة روايتها مترجمة فكتب قائلا : ان الكاتبة الفلسطينية ايمان الناطور ابدعت في وصف بلادنا كانها تعيش فعلا في ووهان، و تتخذ،من ووهان رمزا للأمل لا رمزا للمرض، نحن نفتخر بالكتاب و المثقفين الايجابيين، لكن استغرب كيف وصفت ووهان بهذه الطريقة شعرت بانها تعرف ووهان اكثر مني. )
و كانت الأديبة سابقا أثناء حوارها مع برنامج ليالي الشرق قد وجهت شكرها لجمهورية مصر العربية و لكل من يساهم في دعم هذا الأعمال الفنية الهادفة و المحترمة ولكل شركات الانتاج التي تقوم بأعمال نقية تدعم القضية الفلسطينية وأية قضية إنسانية عادلة على الساحة العالمية وأكدت الكاتبة بقولها : (يجب أن نكون اصحاب رسالة انسانية واضحة وأن نركز على الفن الهادف و نسعى إلى تعديل السلوكيات المجتمعية التي أنتجتها الأعمال الفنية الهابطة و التي تروج للثقافة الغربية، فهناك الكثير ممن يتوقون لمشاهدة هذا النوع من الفن الهادف الذي يعالج قضية ما أو سلوك مجتمعي ما، فمنذ أخذ الفن هذا المنحى الغير مقبول منذ بداية هذا العقد ونحن نحصد نتائجه على أولادنا وشبابنا لذا يجب أن يكون هناك تعديل في المسار الذي أصبح يسحبنا إليه وهو ما نسعى إليه تحديدا ) .
تعليقات: 0
إرسال تعليق